يعجبني جدا ً أسلوب حياة أشقاؤنا الشحوح و الحبوس
والذين يتوزعون جغرافيا ًعلى إمتداد جبال رأس الخيمة و المناطق القريبة منها !
فطبيعة الحياة هناك لم تغيرها ( المدنية ) كثيرا ً !
فحافظت على الكثير من أصالتها و إرتباطها الوثيق بالطبيعة !
وذلك إبتداء ً من نوعية الغذاء وإنتهاء ً بأسلوب الحياة نفسها !
فعندما أدعى إلى مأدبة غداء أو عشاء هناك !
فأنا أحرص على تلبية الدعوة !
وذلك لعشقي لتفاصيل حياتهم و نوعية غذاؤهم و إرتباطهم الوثيق بتضاريس جغرافيتهم !
فالعسل الطبيعي الفاخر مع الخبز يكون هو سيد المقبلات في المأدبة !
أما ( الغوزي ) فهو عشقي و غرامي الدائم !
خصوصا ً لو كان الخروف صغيرا ً ( نشأ و ترعرع في ربوع الجبال المحيطه به ) !
فأسلوب إعداد ( الغوزي ) المعتمد على ( الشوي ) هو أكثر الأساليب توافقا ً مع المعايير الصحية !
التي تعطي الشوي أفضلية مطلقة على القلي و الطبخ !
وحتى وإن كان محتفظا ً بنسبة دهو كبيرة جدا ً !
إلا أن طبيعة حياة أهال الجبال تساهم وبفعالية كبيرة في حرق النسبة الأكبر من تلك الدهون !
أما ( غوزي ) الفنادق !
فهو يفقتد إلى جميع مقومات اللذة و الصحة !
حتى وإن إرتدي الشيف تلك القبعة البيضاء الطويلة و ذلك المريول الأبيض !
إلا إنه مظهر خادع !
يوحي بالتطورو النظافة و الخبرة والتوافق مع المعايير الصحية !
ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما ً !
حتى و إن كان الفندق يصنف ضمن فئة الـ 7 نجوم !
أما خبز السفاع ,,
فهو حكاية أخرى جديرة بالبوح و الغزل معا ً !
خصوصا ً لو عرفنا بأنه يصنع من ( البر ) بدلا ً من ( الدقيق الأبيض ) !
وهذا بحد ذاته معيار صحي متفق ٌ حوله !
يتفوق وبمراااحل على الرغيف الفرنسي و الخبز اللبناني و السلايس الإيطالي !
عندما أمر بجوار وادي البيح ,,
وأشاهد أطفال الحبوس و الشحوح يتقافزون هنا و هناك بنشاط وحيوية !
أغبطهم صراحة على هذا النمط فائق الجودة من الحياة !
فأجساد ( شوابهم ) الرشيقة و الخالية من الدهون !
تبرهن وبقوة لا تقبل الشك بأنهم أكثر وعيا ً من الناحية الصحية !
من جميع أطباء مصر ولبنان و سوريا الذين نسمع حديثهم فـ يعجبنا !
ونرى أجسادهم فـ تفجعنا !
قبل عدة سنوات ,,
دعيت إلى مأدبة غداء في أعالي الجبال !
وكم كانت دهشتي وأنا ذلك المنزل الحجري الجميل وقد إتفع بشموخ في تلك القمم الوعرة !
وكم كان إنبهاري بأساليب الزراعة المتدرجة والتي أعادت إلى ذهني مشاهد مزارع الأزر في مرتفعات أوانا و كاميرون و فريزر !
وكم كان إنسجامي رائعا ً مع خرير الماء في ذلك النهار الشتوي الجميل !
إنها أجواء رائعة !
بل متناهية الروعة !
تنفتح لها النفس !
وينشرح لها القلب !
ويصفى لها الذهن !
وتطيب بها الخواطر !