تعريف الجغرافيا الطبية
إذا كان الإنسان إبن بيئته، فمن البديهي أن يكون للبيئة بالغ الأثر على مجاله الحيوي، على صحته وسلوكه وشخصيته، وعلى سائر جوانب نشاطه البيولوجي والنفسي والسيكولوجي.
هذه العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة هي مادة الجغرافيا الطبية، تدرس أدق التفاصيل، وتعرض لما تخلفه البيئة من ضرر على صحة الإنسان، وما ينتج عنها من أمراض، تهتم بدراسة المرض ونوعه، والبيئة التي ينشأ فيها، وتحدد مسببه وناقله ومضيفه، والمتضرر به ودورة حياته، كما تعرض للظروف البيئية المؤاتية للمسبب وللناقل وللعائل.
كتب هيلمون كانتر في الجغرافية الطبية الإقليمية عام 1967 ف عن ليبيا، وكانت دراسته آنذاك الأولى من نوعها عن بلد عربي.
وقد شاعت الكتابات في الجغرافيا الطبية بعد الحربين العالميتين، ثم ضعف التوجه نحو هذا التخصص لمدة قصيرة ليعود بعدها وخلال التسعينيات ليستأثر بإهتمام الباحثين والمتخصصين.
وقد أعد مؤلف كتابنا هذا عام 1978ف أطروحة بهذا المضمار عن الأمراض المتوطنة في العراق وكانت برأي الباحثين الرائدة في مجالها في الوطن العربي.
وتشاء الظروف أن يعد المؤلف في الجماهيرية العظمى كتابه هذا وهو بمثابة الأساسيات الكاملة في الجغرافية الطبية منهجاً ومضموناً وتحليلاً، ولأول مرة بهذا المستوى الجامع الشامل.
إن دراسة من هذا النوع تتطلب من الباحث الإحاطة بإختصاصات عدة، لتعدد المتغيرات التي تدخل في مضمونها ومحتواها، وتعين على فهم أسلوب العلاقة بين المتغيرات في بيئاتها المختلفة.
هذا ما يفسر جدة الابحاث المؤلفة في هذا المجال وندرتها، كما ينوه بأهمية كتابنا هذا، ومدى الجهد الذي بذله المؤلف في إعداده، حيث أظهر ثقافة متنوعة شاملة، متعددة الجوانب والإهتمامات، يسرت له أن يكون فتحاً جديداً في مادته وموضوعه.[/color]: لجغرافيا الطبية